عن المدون

صورتي
ايادبزاع الاثوري
بسم الله الرحمن الرحيم الاسم/اياد نعمان محمد بزاع المهنة/خريج من كلية العلوم التطبيقية قسم-الكيمياءالتطبيقية جـــامــــعـــــــــــــة - تــــعـــــــــــــــــز البريدالإلكتروني/ayadbazaa2011@yahoo.com))
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاشتراك في القائمة البريدية

ضع ايميلك هنا ليصلك جديد المدونة:

القرآن الكريم

المتابعون للمدونة

صناعة الفرص


صناعة الفرص
ينقضي العمر وتذهب السنوات وبعضنا ينتظر الفرصة لكي تخرجه من قوقعته وتخرج معه مواهبه وإمكانياته ليثبت ذاته ويحقق أهدافه, ولم يفكر طوال تلك السنوات في صناعة الفرصة والمبادرة لتذليل السبل لها, وكما يقال دائماً: إنه أفنى عمره لكي تطرق الفرصة بابه, واكتشف في نهاية المطاف أنه لم يصنع الباب ولم يعلق الجرس.

في صحراء قاحلة شاهد شاب نسراً مريضاً متهالكاً قد جلس على الأرض ينتظر الموت أو رزقاً يحييه مدة من الزمن. وفي السماء شق نسر طريقه نحو النسر المريض المكسور ليلقي إليه الطعام ويعود أدراجه بعيداً.

تفكر الشاب وتأثر بالمشهد وذهب إلى معلمه ليخبره بقصة النسرين وكيف تعلم منها أن الأرزاق بيد الله وأن النسر المكسور علّمه ألّا يخشى على رزقه، وأنه منذ اليوم لن يهتم كثيراً بمستقبله ما دامت الأرزاق بيد الله, وهنا تكلم المعلم وقال: لماذا قررت أن تكون ذلك المكسور ولم تنتبه لذلك النسر الشامخ في تحليقه الراقي في مطامحه، الذي يسّر الله له في دربه وسخّره ليكون سبباً في استمرار حياة الآخرين؟.

لماذا ينتظر الناس الفرصة؟ ولماذا لا يبادرون إلى صناعتها وإيجادها على أرض الواقع لتكون سبباً في نجاحهم ونجاح مجتمعاتهم؟ وكما يقال الفرص كثيرة لكنها لا تتسع أمام الأبواب أبداً.

يقول صاحب الرؤية الثاقبة الشيخ محمد بن راشد: على رجل الأعمال الناجح أن يتربص بالفرصة جيداً ويقتنصها قبل الآخرين, ويقول أحد المفكرين: انطلق نحو القمر، فإنك إن أخطأته ستهبط بين النجوم.
قد يكون هناك من حقق النجاحات بمشيئة الله وبدون أن يبذل الجهد المطلوب, لكن هؤلاء قليلون ونسبتهم لا تذكر مقابل الناجحين العظماء الذين شقوا طرقهم في الحياة وخاضوا غمارها لكي يصنعوا المجد ويبنوا صرح التميز, وهؤلاء هم الذين يشعرون بطعم النجاح الحقيقي، لا أولئك الذين ورثوا النجاحات دون أي عناء.

حتى ننجح ونحقق المجد لا بد لنا من أن نبادر لصناعة الفرص بأنفسنا, ولا ننتظر فضلاً من غيرنا حتى يمهدوا لنا الطريق ويرصفوه, ولا فائدة من إلقاء اللائمة على الآخرين وقذف الكرة في ملاعبهم, ومن الجميل أن نساهم في مساعدة الآخرين على صناعة الفرص واقتناصها بشكل أفضل, ولنجعل قاعدتنا في الحياة إذا لم تستطع الفوز فساعد من يسبقك على أن يحطم الرقم القياسي.

وكلما نظرت إلى الفاشلين وجدتهم يلتمسون لأنفسهم الأعذار ويبررون فشلهم وسقوطهم في الحياة يتهمون غيرهم, وعلى النقيض من ذلك فإنك تجد الناجحين مبادرين قبل غيرهم يتهمون أنفسهم دائماً وينظرون إلى ما عندهم وليس إلى ما عند الآخرين, وهذه هي سنة الحياة, فالناجحون مسخَّرون لتحقيق الأهداف والإنجازات, والآخرون هم أعوانهم, وعلى أكتافهم تتحقق الآمال, ويقول جيروم: تضيع الفرص بسرعة عندما نجلس آسفين على الحظوظ التي خسرناها.

اِصْنع الفرصة بنفسك وابحث عنها دائماً ومهّد لها الطريق, واقتنص الفرص بعد دراستها وتقييمها من كل الجوانب, ولا تكن ساذجاً تركض وراء سراب تظنُّ أنه فرصة لا تعوض, بل ابحث عن الفرص في تخصصك واترك الفرص في الأمور التي لا تعرفها لغيرك, ولا تدَّعِ العلم في كل شيء, وكن مستعداً للفرصة, فكما يقول جورج إليوت: ما قيمة الفرص لمن لا يستطيع اقتناصها؟.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

تصميم : باســـم