عن المدون

صورتي
ايادبزاع الاثوري
بسم الله الرحمن الرحيم الاسم/اياد نعمان محمد بزاع المهنة/خريج من كلية العلوم التطبيقية قسم-الكيمياءالتطبيقية جـــامــــعـــــــــــــة - تــــعـــــــــــــــــز البريدالإلكتروني/ayadbazaa2011@yahoo.com))
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

للاشتراك في القائمة البريدية

ضع ايميلك هنا ليصلك جديد المدونة:

أرشيف المدونة

القرآن الكريم

المتابعون للمدونة

المنظف السائل تنوعه وتطور استعماله


المنظف السائل
تنوعه وتطور استعماله
-المقدمة
آ / تعد صناعة الصابون والمنظفات من الصناعات الكيميائية الهامة حيث أنها تشكل جزءاً هاماً من:
(1)  صناعة المواد الدسمة (الشحوم والزيوت النباتية والحيوانية).
(2)  صناعة المواد الكيميائية الأساسية (الفوسفات -السلفات-الصود الكاوي- البربورات- الكربونات-العطورات .....الخ).
ب/  كما أنها تشكل جزء هاماً من الصناعات البتروكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة فهي المستهلك الأكبر لحموض السلفون ومشتقاتها وأملاحها. وللسلفات العضوية وأملاحها، ومركبات البولي أتيلين، والبولي فينيل كلوريد وغيرها من المستحضرات البتروكيميائية.
ج/  كما أنها تعتبر أساساً لصناعات عديدة وكثيرة منها:
صناعة الزيوت والشحوم المعدنية-صناعة الدهان- صناعة اللدائن- صناعة الأدوية- صناعة مواد التجميل- صناعة المواد الرغوية لحفر آبار البترول والمياه- صناعة المواد الرغوية لإطفاء الحرائق- صناعة القنابل الحارقة والملتهبة. 
د/  كما أنها تعتبر رديفاً مساعداً لصناعات عديدة وكثيرة منها: صناعة الغزل والنسيج وصباغتهما- دباغة الجلود- عمليات التعدين- معالجة سطوح المعادن- مصانع المياه الغازية- مصانع الحليب-مصانع البيرة.....وغيرها .
II- تطور صناعة الصابون والمنظفات
1-اسم الصابون أصلاً مأخوذ من الكلمة اللاتينية (صابونين)، والصابونين مادة تستخرج من جذور نبات(شرش الصابون) التي من خواصها أنها اذا ما سحقت ونقعت بالماء تكونت منها رغوة كثيفة كرغوة الصابون ، واستعمل نقيعها هذا في غسل وتنظيف الملابس، وكعامل استحلاب وتطرية لكثير من الصناعات.
2- ثم استعملوا المحلول الرائق لرماد الأخشاب والأعشاب. (من المعروف أن الرماد يحتوي على الكربونات) في عمليات التنظيف والغسيل.
ثم تطور إلى إضافة الجير الحي (النورة) إلى نقيع الرماد وترك المزيج لليوم التالي كي يأخذوا رائقه الذي امتاز بقوة تنظيف أكبر من رائق الرماد لوحده (لأن هذا الرائق الجديد يحوي محلول الصود الكاوي ذا القلوية الأعلى من قلوية الكربونات) ولعل الفكرتين السابقتين في تطور المنظفات تعطياننا فكرة بأن مااستعمله الإنسان الأول من المواد المنظفة هو المنظف السائل لسهولة تحضيره، وبساطة تكلفته وتوفر مواده الأولية التي هي بمتناول الإنسان.
3- أما الأواني فكانت تفرك بالرماد ثم تشطف بالماء ولعل هذا كان أول استعمال للمسحوق المنظف للجلي.
4- ثم تطور الأمر إلى غلي الدهون والزيوت  النباتية بالمحلول الرائق السابق الذكر والناتج من تفاعل الكلس الحي (النورة) مع الكربونات فتنتج بذلك الصابون، ونالت البلاد العربية شهرة واسعة في مجال هذه الصناعة خلال القرون الوسطى، حيث كانت صناعة الصابون وتجارته رائجة من البلاد العربية إلى أوربا. واستعمل هذا الصابون كقطع في عمليات التنظيف المختلفة. ونظراً لأن القوة التنظيفية للصابون أكبر من القوة التنظيفية لمحلول الكربونات  ولمحلول الصود الكاوي، فقد تحول الإنسان من استعماله للمحلول السابق إلى قطعة الصابون الصلبة وبقي الصابون هو الوحيد المستعمل في عمليات  الجلي والتنظيف على مدى قرون طويلة.
5- في أوائل  هذا القرن عندما درست كيمياء وتكنولوجيا الصابون بشكل واسع وعرفت أسرار كيمياء هذه الصناعة، وجد أن الصابون الصوديومي بطبيعته الفيزيائية صلب في الدرجة العادية من الحرارة (وهو الصابون المعروف) إلا أن الصابون البوتاسيومي بطبيعته الفيزيائية لين ورخو في الدرجة العادية من الحرارة وهو في كثير من الصناعات وعمليات التنظيف أسهل استعمالاً من الصابون الصلب وأسرع ذوباناً لذلك عاد المنظف السائل الى الاستعمال بشكل محلول محدد للصابون البوتاسيومي، وسار جنباً إلى جنب مع الصابون الصوديومي كل منهما ينافس الآخر في الاستعمالات، وإن كانت لهما في عملية غسيل الملابس المنزلية الفعالية نفسها، إلا أن الصابون الصوديومي ومسحوقه بقي المنافس لرخص ثمنه عن الصابون البوتاسيومي.
6- عند اختراع الغسالة الكهربائية العادية  (مثل الغسالات المستعملة في اليمن حالياً)، وجد الإنسان أنه يصعب ذوبان واستعمال قطعة الصابون كما يستعملها في الغسيل اليدوي، لذلك لجأ إلى سحق الصابون وهرسه مستعملاً المسحوق في عمليات الغسيل، ولا يزال هذا المسحوق مستعملاً ومطلوباً في العديد من البلاد ومنها سوريا ولبنان والأردن، وهو رخيص الثمن، سهل التحضير، ذو قوة تنظيفية جيدة، وخاصة إذا أضيفت إليه بعض المواد المقوية والداعمة ومواد مزيلة للعسرة.
7- ثم وجد العلماء أن كثيراً من المواد الكيميائية لها خاصية التنظيف التي يمتاز بها الصابون، ودعيت هذه بالمنظفات الصناعية، وأحدثت صناعة هذه المنظفات ثورة صناعية ومنافسة جبارة بينها وبين الصا بون .
وبدأت المنافسة بينهما جبارة وبشكل ظاهر وملموس وخاصة أنها رخيصة الثمن إذا ما قورنت بالصابون، وصالحة للاستعمال في جميع ظروف المياه، مالحة كانت أم عسرة أم كبريتية ، باردة أم حارة، كما أنها تستخدم لمختلف الاستعمالات المنزلية والصناعية على العكس تماماً من قطعة الصابون، ويمكن إنتاج هذه المنظفات بشكل سائل أو معجون أو مسحوق .
III-المنظفات من وجهة النظر الكيميائية
 ويدخل في تركيب المنظفات قسمين رئيسين هما المواد الفعالة، والمواد الداعمة والمقوية والمالئة.
اًولاً: المواد الفعالة:
تقسم المواد الفعالة حسب تراكيبها الكيميائية الى أربعة أصناف رئيسية:
الصنف الاول
وتدعى بالمنظفات الباحثة عن الشحنة الموجبة (الأنيونية) وهذا الصنف يقسم
بدوره الى ثلاثة اقسام رئيسية هي:
1- الصابون المعروف الصوديومي أو البوتاسيومي:
2- أملاح الحموض السلفونية، وهي الأكثر استعمالاً في العالم لأنها ذات طاقة تنظيفية عظيمة تفوق القوة التنظيفية للصابون بعدة مرات، كما أنها ذات رغوة وفيرة، وليس هناك تأثير سلبي على مفعولها عند استعمالها في المياه المالحة أو العسرة ومنها تصنع معظم السوائل والمعاجين المنظفة.
3- أملاح سلفات الكحولات، والأتيرات الدسمة العضوية، ذات الرغوة الوفيرة، والتنظيف الجيد، والأثر اللطيف الناعم على الجلد والبشرة، ولذلك تدخل في صناعة الشامبو والأنواع الجيدة الممتازة من السوائل والمعاجين والمساحيق وإن كان سعرها مرتفعاً بالمقارنة مع الصابون وأملاح الحموض السلفونية.
وتدخل كذلك بنسبة 15-30 % في السوائل والمعاجين والشامبو ومساحيق التنظيف لوحدها أو مختلطة بمواد فعالة أخرى، كما في أملاح الحموض السلفونية.
الصنف الثاني
المنظفات الباحثة عن الشحنةالسالبة (الكاتيونية).
وهذه المنظفات تمتاز بصفتين أساسيتين الى جانب الصفة التنظيفية:
آ- لها أثر معقم ومطهر ، لذلك تستعمل في المستشفيات الحديثة لغسل أيدي الاطباء قبل وبعد العمليات الجراحية وفي كل عملية تنظيف تتطلب التعقيم معها.
ب- لها أثر مطرٍّ على الغسيل والشعر والألياف.
ولذلك تدخل في صناعة مطريات النسيج والثياب، وصناعة بلسم الشعر والمطريات ، ويمكن استعمال مركبات هذا الصنف لوحدها أو مع مركبات الصنف الرابع لعدم تنافرها من بعض ولكنها تتنافر مع مركبات الصنف الأول والثالث فلا يصح استعمالها معهما في تركيبة واحدة.
الصنف الثالث
المنظفات الباحثة عن الشحنتين السالبة والموجبة معاً- الأمفوتيرية.
 والمنظفات التي تدخل تحت هذا الصنف لها مواصفات أملاح كبريتات الكحولات والأتيرات الدسمة من حيث الأثر اللطيف على البشرة والأيدي، وذات طاقة تنظيفية أكبر، إلا أنها ذات رغوة أقل، وهذا ما يدعونا لأن نبين ونقول:
بأنه لا علاقة للرغوة ووفرتها في الطاقة التنظيفية لمنظف ما.
ومن خواصها أن طيف تنظيفها يختلف عن طيف تنظيف الصنف الأول،  فهي تزيل أوساخاً لا تزيلها مركبات الصنف الأول، ولذلك وللفائدة، ولجمع خواص الطيفين التنظيفيين يتم عادة إدخال كلا الصنفين الأول والثالث وأحيانا يدخل الرابع معهما في تركيبة المسحوق المنظف أو االسائل المنظف أو الشامبو لعدم تنافر مركبات هذه الأقسام الثلاثة معاً.
الصنف الرابع
     المنظفات اللامتشردة (اللاأيونية)
وهي مركبات عضوية ذات طاقة تنظيفية عالية، رغم أنها محدودة الرغوة تماماً، ومن أهمها مركبات الإيثوكسيلات (مركبات أكاسيد الاتيلين المضاعفة) ولذلك تعتبر هذه المركبات أساساً لصناعة مساحيق وسوائل الغسالات الكهربائية المغلقة الكاملة الآلية.
وهي أيضاً ناعمة الأثر على الايدي والثياب وخاصة الحريرية منها والصوفية كما أنه ليس للماء العسر تاثير سلبي على مفعولها.
ومن أهم خواصها أنها لاتتنافر مع أي من الأصناف الثلاثة السابقة، لذلك تدخل عادة في جميع تراكيب المنظفات لرفع قوة التنظيف وتوسيع طيفة وزيادة القوة المبللة أوالمبعثرة للسائل وخاصة عند إزالة الأوساخ الزيتية والشحمية والكربونية.
ثانيا-المواد الداعمة والمقوية والمالئة، ومن أهمها:
1-مركبات فوسفات الصوديوم: وهي تدخل في تركيبة السائل المنظف أوالمسحوق المنظف لإزالة العسرة من الماء بتكوينها ملح معقد ذائب لأملاح العسرة، مما يحول دون تأثير أملاح العسرة على فعالية المادة الفعالة وخاصة إذا كانت المادة الفعالة هي الصابون، وكذلك لمهاجمة الفلزات في الأوساخ فتساعد وتزيد من طيف المنظف.
2-سليكات الصوديوم القلوية: لحماية سطح معدن الغسالة من التاثير القلوي للمنظف، كما أنها نفسها لها خاصية تنظيف بسيطة نظراً لتأثيرها القاعدي القلوي.
3- صوديوم كربوكسي ميثيل سليولوز C.M.C: ويستعمل لمنع إعادة ترسبات الأوساخ على القماش حيث يكون محلولاً غروياً يساعد على إبقاء الأوساخ معلقة في الماء وعدم عودتها للألبسة.
4-المشعّات والمسطّعات الضوئية: وهي صبغات نتروجينية تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ثمّ إشعاعها كطاقة مرئية (موجات اللون الأزرق أو البنفسجي) فتعادل الاصفرار الذي قد يطرأ على الأقمشة البيضاء فيعطيها لوناً أبيض ناصعاً.
5-المواد المثبتة للرغوة: وتتصف بخاصية تثبيت الرغوة، ومنع المنظف من إزالة دهن جلد الجسم لذلك يبقى الجلد طرياً ناعماً بعد الغسيل أو الاستحمام بمنظفات تحوي هذه المركبات. كما تستعمل هذه المركبات أيضاً لزيادة لزوجة السوائل المنظفة والشامبو.
6-سلفات الصوديوم: وهي مادة مالئة فقط ليس لها من أثرٍ منظف، تضاف فقط للمسحوق المنظف كمادة مالئة بغية تخفيض سعره وتكلفة إنتاجه (هي كالماء بالنسبة للسائل) لذلك تدخل في تركيبة المسحوق بنسبة قد تبلغ 50%.
إذاً فهي مادة مالئة وحشوة ندفع ثمنها وتذهب هدراً في المسحوق بينما الماء متوفر وعديم الكلفة. ومن هنا برزت قيمة المنظف السائل كبديل للمنظف المسحوق.
7- المواد المفيدة الأخرى:
أ-كالعطر ليعطي الغسيل رائحة لطيفة.
ب-المواد المطهرة والمعقمة كالفينول والبنزليوم كلوريد وغيرها.
ج-المذيبات العضوية التي تدخل في تراكيب أنواع معينة من السوائل المنظفة لبعض الإستعمالات وخاصة في تنظيف وتلميع الزجاج والسيّارات والأدوات المنزلية المصنوعة من الستانلس ستيل والفورمايكا وغيرها.
د-اليوريا التي تمنع الأثر المخرّش ولو كان بسيطاً للمنظف على الأيدي التي تعمل وتغمس طوال اليوم في محاليل المنظف كعمّال محطات الغسيل الكبرى والمستشفيات وغيرها.
IV-أيهما نصنع وأيهما نستعمل السائل أم المسحوق؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد لنا أن نبين أوجه الفرق والتشابه بينهما،استعمالاً- وتركيباً- وتصنيعاً- وكلفة إنتاجية ونقلاً وشحناً وتخزيناً- وذوق المستهلك والطبيعة الكيميائية للمادة الفعّالة فيهما.
1-فمن وجهة نظر الاستعمال الصناعي أو المنزلي، نحن نعلم أنّ المسحوق لا يقوم بعمله المنظف إلا بعد إذابته بالماء بنسبة  1-5% ولا يقوم السائل كذلك بعمله المنظف إلا بعد تمديده بالماء بالنسبة 1-5%، إذاً كلاهما تحول لمحلول ممدد، وفي هذا المحلول الممدد نقوم بعمليات التنظيف يدوياً أو آلياً، صناعياً أو منزلياً. إذن فهما متساويان من وجهة النظر الأولى لجهة الاستعمال وخاصة عند استعمال الساخن. إلا أن السائل يتميز على المسحوق أحياناً في بعض عمليات التنظيف المختصة التي تتطلب وجود مواد داعمة ومحسنة سائلة القوام كالمذيبات والغليسيرين والمعقمات، وهو أسهل ذوباناً بالماء البارد عن المسحوق.
2-أمّا من وجهة النظر التصنيعية أو بالأحرى التكنولوجية: فالسائل أسهل تصنيعاً وتحضيراً وإنتاجاً. فهو لا يحتاج في إنتاجه إلا لخلاّط بسيط يستهلك طاقة كهربائية وطاقة حرارية أقل بكثير بل لا تكاد تذكر أمام الطاقتين الحرارية والكهربائية التي يتطلبها إنتاج المسحوق. أضف إلى ذلك مايتطلبه إنتاج المسحوق من الوحدات الضخمة من الخلاّطات والمضخات وأجهزة التبخير وأجهزة التحبيب وأجهزة النخل. أضف إلى ذلك أيضاً أنه لا يتطلب خبرة تكنولوجية متقدمة في تشغيل أجهزة الوحدات، وأجهزة المراقبة والضبط (الكونترول).
3-أمّا من وجهة نظر الكلفة الإنتاجية فلنا الملاحظات التالية:
آ-من وجهتي النظر السابقتين وبدون الدخول في تفاصيل حسابية لمعرفة كلفة إنتاج الكيلو الواحد من السائل أو المسحوق، فإن كفة المراجحة والميزان تميل نحو صالح السائل الأقل كلفة بكثير من إنتاج المسحوق ، يكفي أن نبين أنّ المادة المالئة والتي تشكل حوالي 50% هي مادة سلفات الصوديوم في المسحوق وهي الماء في السائل.
ب-إلاّ أن ما يرجح الكفة لصالح المسحوق وخاصة في بلاد مثل اليمن هـــو
رخص كلفة التعبئة، ففي المسحوق لا نحتاح إلاّ إلى كيس من البولي إيتيلين سهل التحضير قليل الكلفة على عكس السائل الذي لا يمكن تعبئته إلاّ في عبوات بلاستيكية تشكل نسبة لابأس بها من تكلفة إنتاجه.
ج-إلاّ أنّ الكفة تعود إلى الرجحان لصالح السائل إذا علمنا أنّه يمكن استعمال قطرات بسيطة منه للتنظيف تخرج من فتحة صغيرة تتحكم ربّة المنزل بها من سدادة عبوة على عكس المسحوق الذي ربما لاتستطيع ربّة المنزل التحكم بكميتها فتهدر كمية أكبر من اللازم في وجبة الغسيل فتكون كمية استهلاك المسحوق في المنزل أكبر من كمية استهلاك السائل لو استعمل لغسل وتنظيف نفس الكمية من الألبسة وغيرها.
د-وتعود الكلفة لترجح لصالح السائل إذا أمكن إعادة العبوة ثانية للمصنع لتعبئتهعا من جديد. أو إذا اشترى المستهلك عبوة كبيرة ليملأ منها العبوة الصغيرة التي يستعملها يومياً كلما فرغت. أو إذا عبىء السائل بعبوات كبيرة من سعة 20-60 ليتر لأعمال المستشفيات ومؤسسات التنظيف والغسيل الكبيرة، والتي يعاد استعمالها ثانية وثالثة كلّما فرغت.
4-أمّا من وجهة نظر التخزين والشحن والنقل: فإنّ الكفة تميل بعض الشيء لصالح المسحوق. ولكن بأساليب التعبئة والنقل الحديثة وباختيار عبوات بلاستيكية ذات تصميم قوي ومتين يمكن خزن ونقل السائل بكل سهولة من المصنع إلى البائع ومن البائع إلى المستهلك.
5-أمّا من حيث ذوق المستهلك، فهذا أمر معقد تفرضه الظروف الاجتماعية والنفسية والتاريخية في كل مجتمع لذلك يقوم المصنع الواحد في العديد من الدول بإنتاج المسحوق والسائل جنباً إلى جنب لإرضاء ذوق المستهلك.
أمّا في بلاد مثل اليمن الديمقراطي حيث الاقتصاد والمواد الاستهلاكية الأساسية موجهة ومحصورة فإنّ الدولة تستطيع أن توزع السائل أو المسحوق على المستهلك سواءً بسواء.
6-أمّا من حيث طبيعة التركيب الكيميائي للمادة الفعّالة: فلا يمكن في بعض الأحيان إنتاج مسحوق منها أبداً، خذ مثالاً على ذلك المواد الفعّالة الكاتيونية فهي تفقد فعاليتها إذا مزجت بالمواد الداعمة كالفوسفات والكربونات وغيرها لتنافر طبيعتها الكيميائية ولا يصح استعمالها إلاّ وحدها وبشكل سائل.
V-أين الشامبو من هذا كلّه؟
الشامبو هو أحد المنظفات الحديثة والذي حلّ محل الصابون في الاستحمام خاصة لما له من أثر لطيف على الجسم والشعر نظراً لطبيعة محلوله المعتدل الأثر، ولرغوته الوفيرة ولعدم تأثر قوته التنظيفية بنوع المياه المستعملة وخاصة العسرة منها. ويذوب في الماء البارد أو الساخن كما أنّه لا يسبب تغير وزوال لون صبغة الشعر المصبوغ. وهو مزيج من المنظفات الأنيونية (أملاح سلفات الكحولات والأتيرات الدسمة) لوحدها أو ممزوجة مع المنظفات الأمفوتيرية أواللامتشردة، وتتراوح نسبة المواد الفعّالة فيه من 10-30% حسب اللزوجة المطلوبة والسعر المرغوب للشامبو المنتج.
ويضاف للشامبو عادة بعض المواد الحافظة لمنع فساده وتحلله فيما لو خزن لفترة طويلة بالإضافة للمواد المحسنة والعطور والصباغ والمزيلات للدهن ومثبتات الدهن والمواد الطبية الصيدلانية.
وهناك أنواع لا حصر لها من أنواع الشامبو وأشكال عبواته وتعدد ألوانه وتطوره حسب جهة الاستعمال وإرضاء لذوق المستهلك.

VI-من أين نبدأ؟
وبناء على ماقدمناه، كنا نتجه في مشروع الصابون والمنظفات لأن نبدأ بخط المنظف السائل والشامبو في المرحلة الأولى من تنفيذ المشروع لأنّ هذا الخط يخدم إنتاج السائل الذي نعتبره بديلاً أساسياً للمسحوق (إذا رضي المستهلك بذلك) بل يفضل عليه في كثير من الأحيان وخاصة من وجهة نظر الاستعمال فنحن بحاجة إلى سائل في استعمال تنظيفي معين لا يمكن استعمال المسحوق فيه- كالسوائل المعقمة والمطرية.
ونحن باتجاهٍ مبدئي لإنتاج:
أولاً-السوائل المنظفة التالية والتي تشبه إلى حدٍ كبير بعضها بالنسبة للمادة الفعّالة ولكنها تختلف من سائل لآخر حسب تركيز هذه المادة وتنوعها والمواد الداعمة المحسنة التي تناسب هذا الاستعمال الذي صنع هذا السائل المعين من أجله:
1-المنظف السائل العام لأعمال غسيل الثياب والأقمشة والجلي وكافة أعمال التنظيف المنزلية وهو البديل للمسحوق المنظف المعروف.
2-المنظف السائل للبلاط والموزاييك والرخام حيث يقوم بتنظيفها وإضفاء لمعة برّاقة عليها.
3-المنظف السائل للزجاج فهو ينظفه ولا يترك غشاوة أو بقعاً ضبابية عليه ويعطيه بريقاً وهاجاً.
4-المنظف السائل للسيارات فهو ينظفها ويعيد لمعة لدائنها ويزيل آثار الشحوم والزيوت عنها، ويعطي زجاجها بريقاً شفّافاً..
ثانياً-إنتاج الشامبو بأنواعه الأساسية التالية:
1-شامبو للشعر الطبيعي المضاف إليه صفار البيض أو الليثيتين أو بعض الخلاصات العشبية وذلك لتقوية الشعر وتغذية بصلاته.
2- شامبو للشعر الجاف: المضاف إليه بعض الزيوت والدهون الصناعية والطبيعية كاللانولين (دهن الصوف) وغيره لتطرية الشعر وتليين شعيراته.
3- شامبو للشعر المدهن: لتجفيف إفرازات دهن فروة الرأس التي تسبب اتساخ شعر الرأس بسرعة أو تساقطه.
شامبو الأطفال وذوي البشرة الحساسة: حيث لا يسبب أي أثر موجع في العيون أو بشرة الأطفال الناعمة مما يجعل الحمام متعة للطفل حيث لا يبكي كما يفعل حين الاستحمام بالصابون أوبأنواع الشامبو الأخرى.
5- شامبو ضد القشرة: يقوم بالقضاء على الفطور ومسببات القشرة وتساقط الشعر.
VII- ماذا يخدمنا خط إنتاج السائل المنظف والشامبو أيضاً؟
إلى جانب إنتاج السائل والشامبو بأنواعهما فإن هذا الخط يخدم إنتاج وتعبئة أي سائل آخر نريد إنتاجه أو تعبئته وخاصة:
1.السوائل المعقمة والمطهرة كالديتول وغيرها.
2. السوائل المطرية والمبللة للنسيج والقماش.
3. السوائل المطرية والمصففة للشعر كبلسم الشعر مثلاً  والذي يعتبر أيضاً كنوع من أنواع الشامبو لايستغنى عنه أبداً.
4. السوائل الرغوية لحفر آ بار البترول والمياه.
السوائل المساعدة في كثير من العمليات الصناعية والتكنلوجية كسوائل غسيل وتعقيم الزجاجات قبل التعبئة (زجاجات البيرة والمياه الغازية).
السوائل الرغويةلإطفاء الحرائق وخاصة حرائق السوائل الملتهبة.
7. سوائل التزليق للسلاسل والقوارير في صناعة المياه الغازية وغيرها.
 8. السوائل المبللة والرغوية في صناعة التعدين وعمليات تعليق الفلزات.
9. السوائل المبللة والمبعثرة والمستحلبة في صناعة المبيدات الزراعية.
هذه الأنواع السالفة الذكر تكاد تكون متخصصة وكثير من الدول تستوردها ولا تعلم أنه يمكن تصنيعها بنفس خط المنظف السائل وآلاته وبتركيبات متعددة من نفس مواده الأولية والمساعدة، لذلك يمكن إنتاجها للاستغناء عن استيرادها بالأثمان الباهظة وبغية تصديرها إلى البلدان الاخرى التي لا تعلم ماهيتها وتركيبها
VIII- عود على بدء:
هذه افكار ومعطيات جاءت مبعثرة هنا وهناك في دراستي للجدوى الاقتصادية لمشروع الصابون والمنظفات أحببت ان أوضحها هنا وأبرز قيمتها لدعم موقف البدء بالمرحلة الأولى وهي إنتاج السائل المنظف والشامبو.
وبغية تسهيل الدراسة الإقتصادية للمشروع التي قدمتها في دراستي للجدوى الإقتصادية للمشروع ورغم أنني ذكرت تركيبات متعددة للسائل والشامبو في تلك الدراسة فقد اعتمدت بدراستي الاقتصادية على تركيبة عامة للسائل المنظف الذي يمكن تسميته السائل المنظف المتعدد الأغراض وكذلك على تركيبة عامة للشامبو لكل أنواع الشعر. واختلاف أنواع الشامبو والسائل المنظف لا يغير شيئاً كبيراً محسوساً من الجدوى الاقتصادية وإنما هي مواد إضافية بسيطة نستعملها في نوع من سائل أو شامبو ولا نستعملها في آخر.
IX- خاتمة
آ- أرجو أن أكون بهذه العجالة من الدراسة المختصرة قد أعطيت فكرة تفيد موقفنا نحو إنتاج السائل المنظف والشامبو في المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع الصابون والمنظفات.
ب-وأرجو أن يكون خط إنتاج السائل المنظف والشامبو بداية لصناعات منظفة أخرى، ولصناعات كيميائية أخرى أيضاً رديفة بموادها المنتجة لصناعات عديدة صناعية أو غذائية.
ج- حتى إذا مااتجه الرأي في المستقبل للعودة لتصنيع الزيت أوتكريره بأنواعه المتعددة (زيت بذرة القطن- السمسم- جوزالهند- دوار الشمس- الفول السوداني) وكذلك السمن الصناعي والمهدرج وبديل الزبدة والمارجرين، فإن صناعة الصابون والمنظفات تعتبر صناعة مكملة، ولها ارتباط وثيق بصناعة الزيوت والدهون وتكون إدارة مصنع الصابون والمنظفات إدارة أيضا لمشروع الزيت.
د- وأرجو لهذا المشروع، مشروع الصابون والمنظفات أن يسير حسب الخطى المرسومة له لأنه يعتبر مجمعاً صناعياً وقاعدة أساسية تستوعب وتمتص كثيراً من الأيدي العاملة، وسيكون مدرسة لتخريج المختصين في شتى المجالات الكيميائية والتكنولوجية والكهربائية والميكانيكية والإدارية ممن نحتاج إليهم في مجالات أخرى من مجالات التنمية الصناعية التي تنتظر هذا البلد الحبيب اليمن الديمقراطي.
و- أتمنى لهذا المشروع التوفيق وللشعب اليمني الكريم التقدم والازدهار.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
الكيميائي/ اياد بزاع الاثوري

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تصميم : باســـم